-->

التنفس تحت الضغط Breathing Under Pressure

التنفس تحت الضغط



واحنا ماشيين في حياتنا والأرض بتدور، مابقاش ينفع نعمل نفسنا مش شايفين الغطا الكثيف من غاز ثاني أكسيد الكربون اللي بيتراكم حوالينا كل يوم.

الغاز ده اللي كان في الأول مجرد نتيجة ثانوية لإدماننا الشديد على حرق الوقود الأحفوري زي البترول والغاز الطبيعي، دلوقتي بقى أساسي في النقاشات العالمية عن البيئة والمناخ، وبأثره السلبي الكبير على طبقة الأوزون وارتفاع درجات الحرارة.

ده خلى العالم كله يصحى، والدول والحكومات تبتدي تتحرك بجدية أكتر عشان تواجه المشكلة وتلاقي حلول عملية لتخفيض الانبعاثات. كل سنة بيتعقد مؤتمر الأطراف أو ال COP عشان يجمع كبار المسئولين والخبراء والناشطين من كل أنحاء العالم على طاولة واحدة لمناقشة آخر التطورات ووضع خطط العمل.

COP 28 اللي هتنعقد السنة دي في الإمارات من المؤتمرات الأهم في تاريخ القمم المناخية، خصوصا بعد ما التقارير العلمية الأخيرة حذرتنا إننا واصلين لمرحلة حرجة جدا. لو استمرينا على نفس المعدل من الانبعاثات، هنورث الأجيال الجاية كوارث وتغيرات مناخية محدش هيقدر يتكيف معاها.

في الواقع، مفيش حل واحد ممكن ينجح لوحده. لازم الحل يكون متكامل - من سياسات حكومية جادة لتشجيع الطاقة النظيفة، لحملات توعية شعبية وسلوك شخصي أكثر مسئولية تجاه البيئة من كل واحد فينا.

أهم خطوة على المستوى الشخصي ممكن أخدها عشان أساهم في الحد من انبعاثات الكربون هي تقليل استهلاكي من المنتجات والخدمات اللي بتستهلك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري أو بتحتاج طاقة كهرباء ملوثة زي:

تقليل استخدامي للسيارات ووسائل النقل التقليدية اللي بتعتمد على البنزين والسولار، والاتجاه نحو وسائل نقل بديلة زي المواصلات العامة أو السيارات الكهربائية.

ترشيد استهلاك الكهرباء في المنزل باستبدال الأجهزة القديمة المستهلكة للطاقة بأجهزة حديثة ذات كفاءة عالية، وإطفاء الأجهزة عند عدم الاستخدام.

الاعتماد أكثر على الطاقة المتجددة زي الشمسية في توليد الكهرباء.

تقليل شراء المنتجات والبضائع اللي بيستهلك إنتاجها كميات كبيرة من الوقود والطاقة زي اللحوم والأطعمة المصنعة.

إعادة تدوير واستخدام المواد بدل رميها كمخلفات زي الورق والبلاستيك والمعادن.

المساهمة في زراعة الأشجار والنباتات اللي بتساعد في امتصاص غازات الاحتباس الحراري من الجو.

طبعا الحكومات والشركات الكبرى لازم تاخد النصيب الأكبر من المسئولية بس في النهاية التغيير الحقيقي بيبتدي من كل فرد فينا، واتخاذ خطوات بسيطة زي دي في حياتنا اليومية ممكن تكون لها تأثير كبير لو اتبعناها باستمرار وبجدية.
إحنا محتاجين نغير ثقافتنا وسلوكنا الاستهلاكي، ونبتدي نفكر بعقلانية أكتر قبل ما نشتري أي منتج أو نستخدم أي مورد. لازم نسأل نفسنا: هل المنتج ده مصنوع بطريقة مستدامة؟ هل بيستهلك كميات كبيرة من المياه والكهرباء والوقود في تصنيعه؟ هل أنا محتاجه بجد ولا ممكن أستغني عنه؟

لو كل واحد فينا غيّر عاداته الشخصية واختار الأكثر استدامة في أكله ومواصلاته واستهلاك الطاقة، ده هيكون له أثر كبير جدًا على المستوى العالمي.

تفتكر اي هي أهم خطوة تقدر تاخدها عشان تحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حياتك ؟
أحدث أقدم